السبت، 29 ديسمبر 2018

بحث إسلامي بعنوان {{ الدعاء }} بقلم / نهلة أحمد

بحث إسلامي بعنوان {{ الدعاء }} بقلم / نهلة أحمد
{{ إلهي أنا أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني }} 
الدعاء في اللغة :-
---------------------
يُقال دعوتُ الله لهُ وعليهِ والدعوة المرَّة الواحدة , والدعوة واحد الأدعية , وأصلها دعاؤ , ولأنَّه من دعوتُ إلا إنَّ الواو جاءت بعد الألف همزة , وتقول للمرأةِ تَدْعين , وفيه لغة ثانية أنتِ تَدْعُوِين بإشمام العين الضمة , والجماعة أتُتُنَّ تدعون مثل الرجال على السواء .
وقد وردت كلمة دعاء { 7} مرات بهذا اللفظ في القرآن الكريم , قال سبحانه وتعالى في سورت فصلت آية ( 51) {{ وإذا أنعمنا على الإنسان أعرضَ ونأى عن بجانبهِ وإذا مسَّهُ الشر فذو دعاءٍ عريض }},,,وفي سورة غافر آية (50) {{ قالوا أولمْ تَكٌ تأتيكُم رُسُلكم بالبيِّناتِ قالوا بَلى فادعوا وما دعاء ُ الكافرين إلا في ضلال }} وفي سورة الرعد آية (14) {{ لهُ دعوةُ الحقِ والذين يدعونَ من دونِهِ لا يستجيبونَ لهمْ بشيءٍ إلا كباسطِ كفيهِ إلى الماء ليبلُغَ فاهُ وما هوَ ببالغِهِ وما دُعاءُ الكافرين إلا في ضلال ,
وهكذا في بقيةش الآياتِ , كما وردت وبصيغٍ مختلفة ٍ فمرةٍ بصيغة ِ المخاطب ومرة بصيغ الأمر , قال سبحانهُ وتعالى { وقال َ ربكُم أدعوني أستجِب لكُم إنَّ الذينَ يستكبرونَ عن عبادتي سيدخلون َ جهنَّمَ داخرين }}. كذلك جاءت كلمة دعاء في القرآن أما ظاهرة أو ضمنيَّة بلسانِ قوم ,, ففي سورة إبراهيم آية (40) :
{{ ربنا أغفر ْ لي ولوالديَّ وللمؤمنينَ بومَ يقومُ الحساب }} من هذا ومن آياتٍ سنوردها في مقامٍ آخر البحث نرى أنَّ الدعاءَ يمكن أن يُعَرَّفَ :- بأنَّه هو الوسيلة ُ بين العبد وخالقه , وإتصالٍ من عالم ِ الملك ِ بعالمِ الملكوت الذي هو من أهَمِ الأسباب [ الطبيعيَّةِ الاختيارية الواقعيَّةِ لنجحِ المطلوب ونيلِ المقصود , وفي كلِ المجالاتِ , فإنَّهُ كما تترتبُ المسبِباتُ على الأَسبابِ المُقتضية لها فإنَّ قانون السببيَّة الذي جعلهُ اللهُ وسيلة ً لتحقيق المسبَبات الوجدانيَّة دون أن يكون فيض من الأسباب مستقلة من دون الله .
كذلك فإنَّ للإنسانِ شعوراً باطنيَّاً وحِساً وجدانيَّاً في فطرتِهِ أنَّ لاملجأَ يأوي إليهِ في حوائِجِهِ ولا مهربَ من كل ِ ضيقٍ ٍ أو شدَّةٍ تعتصرُهُ إلا الله لأَنَّ الإنسانَ بعقيدتهِ الراسخة في قلبهِ يعرِفُ أنَّ لكلِ سببٍ مسَبِبْ , وإنَّ اللهَ سبحانه وتعالى هو ذلك المسبِب فلذا يلتَجأُ إليهِ في إزالةِ السبب عتهُ , وفي تزاحم المشاكل والأحداثقد ينطفئ نور الحق فيتخيَّل الإنسانُ عكس َ مافُطِرَ عليه يتخبط َ في عالمِ الظُلُماتِ فينسى اللهَ ويقنط , قال سبحانه وتعالى {{ لا يسئم الإنسان من دعاء ِ الخيرِ وإنْ مسَّهُ الشر ُ فيئوسٌ قنوط }} سورة فصلت آية (49).
أمّا في السنة فقد وردت أحاديثَ وروايات كثيرة في فضل الدعاء فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم : -{ الدعاء ُ سلاحُ المؤمن وعمود الدين ونور ُ السموّاتِ والأرض } وعن الصادق عليه السلام قال :- { إنَّ الدعاء يردُ القضاء وقد أُبْرِمَ إبراما فأكثِر ْ من الدعاء فإنَّهُ مفتاح كل رحمة ونجاحُ كل حاجة ولا يُنال ما عندَ الله إلا بالدعاء فإنَّهُ ليسَ من بابٍ يَكثُرُ قَرعُهُ إلا أوشَكَ أنْ يُفتَحَ لصاحبِهِ }.
عن الرضا (ع) :- { عليكم بسلاحِ الأنبيّاء فقِيلَ وما سلاح الأنبيّاء قال (ع) : الدعاء }
قال النبي محمد صلى الله عليه وعلى آلهِ وسلّم : { ألا أدُلُكُم على سلاحٍ ينجيكم من أعدائِكم ويدرُّ أرزاقكم قالوا : بلى , قال : تدعون ربكم بالليل والنهار فإن سلاح المؤمن الدعاء} . 
هناك بعض الإيرادات ترد على مسألة الدعاء أهمها :- إنَّ الحوادث معلومة عنده جلَّت عظمته فلا تتَغيَّرُ في العلم إذاً فلا تتغيّر في الحوادث أيضاً . ويُّردُ على ذلك : إنَّ التغيُّرَ الذي يحصل بالمعلوم لا بالعلم فعلم الله ثابت ولكن الحوادث متغيِّرة ويرتبط هذا التغيُّر بمشيئتهِ وبأسبابها , وبالتالي فالدعاء يكون للتوسُّل إلى الله من أجلِ تحقيق الصالح من هذه المتغيِّرات . 
-إنَّ الحوادث التي ترد علينا مقدرة ومقضيَّة أزلاً ولا تتغيَّر ولا تغيُّر ولا تبدُّل في القضاء والقدر .
- الرد عليه : إنَّ القضاء َوالقدر من مراتب فعله جلَّ شأنه وليس في مرتبة الذات , وفعله قابل للتغيُر مطلقاً , وقد وردت في الروايات َ: إنَّ الدعاء يرد القضاء ولو أُبرِمَ إبراما , فيُلجأ إليه للتوسُّل لأجل ِ زوال الحادثة أو التغيير من حالٍ إلى حال ٍ أفضل
- الآيات الشريفة الدالة على الحث على العمل ونيل الأجر تنافي سبل الدعاء مثل قوله : { وقل إعملوا فسيرى اللهُ عملَكُم } و قوله :{ إنّض الله لايضيع أجر من أحسن عملا } 
- الرد عليه : أنَّهُ لا تنافي بين تلك الآيات , وبين ما أمر الله تعالى بالدعاء مثل قوله تعالى :{ إدعوني أستجب لكم } لأنَّ الدعاء بلا عمل لا أثَرَ له وإنَّهُ فيما لا يُستجاب .
قال أمير المؤمنين علي (ع) : { مَن طلب َ شيئاً نالهُ أو بعضهُ }
إنِّ الدعاء بنفسه عمل ٌ خاص وتوجُّهٌ إليهِ فلا يتنافى بين مايدلُّ على الترغيب بالعمل وبين ما إذا أمر بالدعاء .
قال سبحانه وتعالى : ربنا لا تُزِغْ قلوبنا بعد إذْ هديتنا وهب لنا من لدنكَ رحمةً إنَّكَ أنتِ الوهّاب} سورة آل عمرات آية { 8 }فالدعاء هنا رغبةً في البقاء على الهداية ورغبة في الإتصال الروحي بين العبد وربِه , وطلب الرحمة الإلهيَّة التي يعرف المخلوق بأنَّها عند خالقه ِ لا عندَ أحدٍ سوّاه . كما إن الله َ لا يُبغي قانون العليَّة والأسباب والمسبَبات للأشيّاء , فأبى الله إلا أن تجري الأمورُ إلا بأسبابها ’ 
* في وصيَّة ٍ لأمير المؤمنين علي لولده الحسين عليهما السلام :- ( ثُمَّ جعلَ في يديكَ مفاتيح خزائنهُ بما أن لك فيه منْ مسألة فمتى شئتَ إستفتحتَ بالدعاء أبواب لفتحه واستمطرت شآبيبَ رحمته فلا يقنطك أبطاء إجابتهِ 
==================
وللبحث بقيّة

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2018

لن تَهنؤوا :شعر : نهلة أحمد

لن تَهنؤوا

أعلنتُ فجرَ اليوم َعنْ عِصياني
وكشفتُ جُرحَ القلبِ والأشجانِ

ورَبَطتُ قلبي بالتَّجَلُّدِ عَلَّني
أقسو وأهجرُ بَسمَتي وحَناني

إنّي سئمتُ وجودَكُم فتأهبوا
ولْتَرحَلوا عن عالمِي وكياني

قدْ عشتُ في الأهوالِ عُمراً كاملاً
وجرعتُ كأسَ الهجرِ منْ إخواني

وَمددتُ جِسراً .. للمحبةِ أبتغِي
فَغرقتُ في الأرزاءِ والأحزانِ

لا تَقربوا رَوضي تَنحوا جانبا
لَنْ تهنَئوا بِمذَلتي وَهَواني

نَبْعُ الكَرامةِ مِن دَمي يَجري ومِنْ
قَلَمي أصوغُ بِما الفؤادُ يُعاني

نهلة أحمد

" لوحة الإنسان "12-2018 شاعرة الإنسانيّة كلثوم بن حمّادي

" لوحة الإنسان "
كم جميل أن تكون إنسان
السّلام و المحبة لك عنوان
داخلك بستان زاهي الألوان 
لا دويّ إعصار لا حمم بركان
لا سموم لا وقود لا نار لا دخان
لا حروب لا رماد لا أحزان
لا سواد يلفّ الزّوايا و الأركان
تضيء ابتسامتك أرجاء المكان
تنير عتمة القلوب بلمسة حنان
تنفض الغبار على مسرح الأيّام 
تتأبّط الألم تمتطي الوجع و الحلم
تسلك طريقا بين الحفر و السّهام
ثابتا يمشي زاده ابتسامة و إيمان
غصن زيتون صاغه الرّحمن
ميزانه الضمير لغته السّلام

" لوحة الإنسان " من نبض قلبي من وحي قلمي بتاريخ 22-12-2018
شاعرة الإنسانيّة كلثوم بن حمّادي

حـقـيـبـــة المـدرســــة .. د: سـليم أحمـد حسـن ـ الأردن

حـقـيـبـــة المـدرســــة ..
د: سـليم أحمـد حسـن ـ الأردن
*************************
الطفـــل : لن أحملهــــا .. فهي ثقيـــــــــلــة ! 
الأم : لكــــن انـظــــر ، فهي جـميـــلـة.
الطفـــل : يـــا أمــّي ، ظهــــري يــؤلمنــــي
وطـــــريق المدرســــة طويــــــلة 
تملــــؤهـا كتــــــــــب ودفـــــــاتـر
يعجـز عنها ظهـــــــــر مســـــافـر
أتـــراني فــــي الصّــــــــف الأول
أم أنــــّي في الــــصـــف العاشـــر ؟ 
الأم : يــــا ولــــدي مـــا هـــــذا القـــول ؟
الطفــل : يـــــا أمــّي ، أتعــــب بالفـعــــــــل 
لا بـــــــــدّ ، لهــــــذا مـــن حـــــل
الأم : مــا بيـــدي، يـــا ولــدي حــــيـــلة !
أســــــــــأل كــــــل المهتـمــــــــين 
في التربيــــــــــة وفي التـعـلـيــــــم
باسم حقـوق الطفـــــل لــــــــد يـهـم
أن يـجـــــــدوا للـحـــــــل وســــيلـة
الطفــل : أصـــــرخ ألمــًــا مـن يـــرحـمــــني
أصـــــرخ يـــأسًـا مـن يســـمــعـني
ظـهـــــري يـــؤلمــني يــا نـــــــاس
وطــــريـق المـــدرســـة طويـــلـــة !

" قلبي المَسيحُ " قَلْبِي الْمَسيحُ لِمَريَمَ العَذْراءِ شعر : د. مهنّدع صقّور


" قلبي المَسيحُ "

قَلْبِي الْمَسيحُ لِمَريَمَ العَذْراءِ

شعر : د. مهنّدع صقّور

عندما يكونُ الحدثُ استثنائياً .., والموضوعُ سامياً ورفيعاً .., مِنَ الطبيعيّ أنْ يستجيبَ لهُ الشّاعرُ أو الأديبُ .., ويسري بينَ فضاءاتهِ وعوالِمهِ ..., ويستظلّ بأفياءِ دوحتهِ .., ويرتشفَ عذبَ غدرانهِ وإلّا فهناكَ مُشكلةٌ وأيّة مُشكلة لدى الشّاعر أو الكاتب .., فكيفَ وإن كانَ الحدثُ مريميّاً ..,؟ والموضوعُ عيسويّاً .؟ أوليسَ مِنَ الذّوقِ والنّبلِ استئذانَ الأبجدياتِ والأخيلةِ والصّور قبل الدخولِ إلى هيكلِ الخلقِ والطّهارةِ والقداسة ..؟ أوليسَ حريّاً بأيّ شاعرٍ أو كاتبٍ أنْ يتصالحَ مع نفسهِ .., ويُرتّبَ أحرفهُ وصورهُ .؟ ويتأبّطَ نبضَ قلبٍ .., وهسيسَ روحٍ .., ونفحةَ جمالٍ وسحرٍ ...؟ ومن ثمّ يلجُ إلى عالمٍ آخرٍ نبيّتهُ العذراء مريم .؟ ورسولهُ المسيحُ المُخلّص .؟؟ أوليسَ لِزاماً علينا أنْ نبتكِرَ لغةً من نوعٍ آخرٍ تكونُ على مستوى الوقوفِ أمامَ العذراءِ المُقدّسّة .؟ وأنْ نتلمّسَ جذوةَ نورٍ مُفردةٍ نُهامسُ بها "روح اللهِ" في يومِ مولِدهِ ..؟ حتى ونحنُ في هذا العالمِ البارِد المظلمِ المُتشظي أحقاداً وأضغاناً .., الرّاعفِ قتلاً وإبادةً وإرهاباً علينا أن نبتكرَ أمناً وأماناً وسلاماً ومحبّةً ولو بالشّعرِ علّنا نُخفّفُ هجيرَ هذا العَالمِ ونلجمَ توحّشهُ ونكبحُ جماحهُ .., لِزاماً علينا تفجير أنواتنا المتورّمةِ / المتضخّمةِ بأنجعِ الطرقِ وأسهلها وأرقاها ألا وهي الاعترافُ بالآخر .., واحترامهُ والأخذ والعطاء منهُ .., بهذا فقط سيسّاقطُ الرّطبُ عذباً جنيّاً .., وستستمرُ " عذراؤنا " بهزّ جذوعِ النّخل ...
مُهداةٌ إلى بني الإنسانيّة جميعاً .., بمناسبةِ عيد ميلاد السّيّد المسيح عليهِ وأمّهِ العذراء مريم أفضل الصّلاةِ والسّلام .., وكلّ عامٍ وبني آدمٍ بألفِ ألفِ خير
" قلبي المَسيحُ"

قلبي " المَسيحُ " وروحيَ " العذراءُ "

ومخاضُ عمري " النّخلةُ " الشّمّاءُ
  
و" صليبُ" أحلامي و" مذبحُ " فجرها

ومواسمي : الإيماءُ والإيحاءُ
  
" إنجيلُ " باصِرتي مساجدُ عِزّةٍ

و كئائسٌ " قُرآنُها " : الزّهراءُ
  
وعلى المدى طيفُ " الحُسينِ " وخلفهُ

يشدو : الحواريّونَ والشّعراءُ
  
هي قصّةُ الميلادِ راح يخطّها

ربّ العِبادِ ولاتَ ثَمّ مراءُ
  
إرهاصُ عقلٍ واصطفاءُ أُلوهَةٍ

هيهات يُدركُ سرّها الحُكماءُ
  
سِفرُ البدايةِ فطرةُ اللهِ التي

مِنْ نورها تتناسل الأضواءُ
  
محّارةٌ في الغيبِ حكمةُ خالِقٍ

" كافُ " الوجودِ و" نونُهُ" اللألاءُ
  
لولا انبجاسُ الماءِ مِنْ أنفاسها

ما كانَ ثَمّةَ خلقةٌ أو ماءُ
  
لا هُدهُدٌ إلّا ويهتفُ " مريَمَاً "

وبدونِها لم تُكشفِ الأنباءُ
  
*

" عذراءُ " يا فِقهَ النّبوّةِ والرّؤى

لولاكِ لم يغشَ الوجودَ ضياءُ
  
وَلَمَا صَحا فجرٌ وعانقَ شمسهُ

ولما استطابَ البوحُ والإدلاءُ
  
وَلَمَا اشرأبّتْ أحرفٌ وتألّقت

ولما استهلّتْ " ضادنا " العصماءُ
  
وَلَمَا أطلّ اللهُ مِنْ عليائهِ

يُوحي فيسمعُ : " آدمٌ / حوّاءُ "
  
وَلَمَا استطالتْ بالكرامةِ أنفسٌ

ولما استقامتْ أُمّةٌ عرجاءُ
  
وَلَمَا لَمَا كُنّا وكانتْ أُمّةٌ

هُديتْ بها في الغابرِ الأرجاءُ
  
*

في المولدِ المَيمونِ أُسرِجُ خافقي

وتُضيءُ دربي الصّعبَ : " عاشوراءُ "
  
أسري وأسري والشّتاتُ يلفّني

والمُرعبُ المجهولُ والأرزاءُ
  
مُترقّبٌ أمشي وجرحي مُلهِمي

في فَدفدٍ تعتامهُ الظّلماءُ
  
لا شيء إلّا الشّوقُ يُؤنسُ رحلتي

والصّاحِبانِ : الصّبرُ والصّحراءُ
  
وعلى ضفافِ العُمرِ لا حت نخلةٌ

شمّاء باذخةُ الجنى خضراءُ
  
يَمّمتُ شطرَ عذوقها مُتأمّلاً

غاراً سيخرجُ مِنْ " حراهُ " بَهاءُ
  
*

في بيتِ لحمٍ قصّةٌ أزليةٌ

ضاقتْ بشرحِ فصولها البلغاءُ
  


نسجَ الإلهُ خيوطها مِنْ نورهِ

والنورُ لا تقوى لهُ الظّلماءُ
  
حيثُ " البتولُ" الطّهر ألقتْ حملَها

فتألّقَ : التّكوينُ والإنشاءُ
  
قامَ " المَسيحُ " فقامتِ الدّنيا وما

خلقَ الإلهُ وشعتّ الأرجاءُ
  
واسّاقطتْ تيجانُ مَنْ قهروا الورى

وازّلزلتْ وقصورُها الأمراءُ
  
والظّلمُ نكّسَ هامهُ مُثّاقِلاً

والقهرُ ولّى وولّتِ البغضاءُ
  
و" القدسُ " أسرجتِ الشّموعَ وزغردتْ

في كلّ ناحٍ : حُرّةٌ خنساءُ
  
اليومَ يوم الله جلّ جلالهُ

فيهِ التقى : المِعراجُ والإسراءُ
  
*

هي ذي حكايةُ " مَريمٍ " ومسيرةٌ

للحَقّ أشرقَ نورُها الوضّاءُ
  
ما الصّلبُ إلّا رمزُ مَنْ فُتِنوا بهِ

وتقمّصتهم فِتنةٌ شوهَاءُ
  
الصّلبُ غُربةُ أنفسٍ في غيّها

شيطانُها : الإغراءُ والإغواءُ
  
الصّلبُ رمزٌ ليسَ يُدرِكُ سرّهُ

إلّا الأباةُ الخُلّصُ الشّهداءُ
  
وحقيقةُ الثّالوثِ لو عرفَ الورى

ما كانَ ثَمّةَ : غيبةٌ وفناءُ
  
قالتْ لي " العَذراءُ " ذاتَ رِسالةٍ :

" طهَ المَسيحُ " وتسقطُ الأسماءُ
  
فأجبتها والقلبُ ينبضُ والِهاً

وعليهِ مِنْ نُورِ الإلهِ رداءُ
  
أولم أقلْ مُنذُ البدايةِ واثقاً :

قلبي " المسيحُ " وروحيَ " العذراءُ ".؟
  



شِعر ..
د . مُهنّد ع صقّور
جبلة .. السّخابة

25/12/2018


الأحد، 9 ديسمبر 2018

" ابتهالات شمعة "شاعرة الإنسانيّة كلثوم بن حمّادي

" ابتهالات شمعة "
شمعة تشتعل
فتبتهل لربّ السّماء
تذرف دموعا و حروفا
تغتسل في محراب الوفاء
لفقير يفتقد كوخه للكهرباء
يكافح بكرامة و كبرياء
لطالب يصعد سلم الارتقاء
في ليلة ظلماء عاصفة هوجاء
لعابر يحمل قلبه و ضميره
و شمعة تنير سبيله و مصيره
لعاشق متيم يراقص الياسمين 
يعزف لحنه و يرسم لوحته
على ضوء الحبّ و الشموع
تحمرّ الورود خجلا و احتفالا
و تفوح عبيرا وسلاما و ابتساما
يتصاعد بخورها ليلتحم بقلوب
تعانق الحياة و تسلك الطّريق
في حضرة شمعة تبتهل
فتنير العتمة ضياء
" ابتهالات شمعة " من نبض قلبي من وحي قلمي بتاريخ 07-12-2018
شاعرة الإنسانيّة كلثوم بن حمّادي

امي --بقلم د. آمنة غنام

امي 
اعرف انك لم تعودي 
يامن كنت بالوصل 
والحب تجودي
لقريب وغريب
انت يا بنت الجدود 
كم سهرتي وتعبتي
كي اكون كما شئتي
في كلامك في صفاتك 
في خصالك في افعالك
انت يا امي الحنونه
انا منك انت مني 
حبك يجري في دمي 
انت يا امي الحنونه
امي يا اخت الرجال 
امي يامربية الأبطال
امي يا كرملية شماء
امي يامهرة اخت الاسود
مهما قلت فيك امي 
القى التقصير كبير مني 
رحمة الله عليك امي 
حبك يجري في دمي 
ورحم الله كل ام وارها الثرى 
وأطال الله عمر كل ام على قيد الحياة 
امنه عبد الرحمن غنام



(( لن أسألك )) بقلم// بدر شحود .

*******(( لن أسألك ))**********
من أكون ومن تكوني 
لن أسألك ولاتسأليني
ماحسبك ونسبك ليس إهتمامي
أهتم بالذي فيكي يعنيني
عادات وتقاليد بطل مفعولها
وأثبتت فشلها عبر السنيني
هيمنت وتسلطت وأدمت قلوب
بسهام الظلم والحقد الضغيني
مسحت شوهت صورة الإنسان
وبكت بسببها مقل العيوني
أماتت وشيعت سعادة العشاق
ورمتهم بعيشة القهر المهيني
وأدت هيام الروح وشغفها
في مهدها حديثة التكويني
ثقي لهيام أرواحنا صدق
سجايا وآهات الإنسان الدفيني
أعطيني حبآ وعشقآ صادقآ
أبادلك العطاء وهذا يكفيني
ساحره جمال ومنطق وذكاء
قلبي لقلبك ربط الوتيني
مطلب وغاية الإنسان السعاده
جديرة بها إجتهدي واسعديني
لنجسد الإنسان وجودآ وحضور
الإنسان واقع حي المضاميني
ولنحيا حياة النقاء والصفاء
بنبض القلوب إيمانآ ويقيني
بدر شحود .
سوريا .

خاطرة /بقلم عبد المجيد سليم

أستيقظت على صوت خفيف... صوت مزاحمه قطرات المطر وهي تتعارك لتدخل عبر زجاج النافذه... لم أستطع ردعها ولم أرد.... تأملت تصادم تلك القطرات مع بعضها ومع الزجاج اشفقت عليها لأني أدرك تماما بأن محاولاتها ستفشل وستنهك وتستقر أسفل النافذه.... فما جنت من ذلك إلا تعب إجهاد لنفسها.... وكذلك حال بعض البشر لا يدرك ماذا يفعل ولا يعيش إلا بغوغائيه وعشوائيه مفرطه..... إكتفي بمن حولك وكن عقلاني في حياتك...